سورة المدثر - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المدثر)


        


{كَلاَّ} ردع لمن أنكرها، أو إنكار لأن يتذكروا بها. {والقمر}.
{واليل إِذْ أَدْبَرَ} أي أدبر كقبل بمعنى أقبل، وقرأ نافع وحمزة ويعقوب وحفص {إِذَا دبر} على المضي.
{والصبح إِذَا أَسْفَرَ} أضاء.
{إِنَّهَا لإِحْدَى الكبر} أي لإِحدى البلايا الكبر أي البلايا الكبر كثيرة و{سَقَرَ} واحدة منها، وإنما جمع كبرى على {كبر} إلحاقاً لها بفعله تنزيلاً للألف منزلة التاء كما ألحقت قاصعاء بقاصعة فجمعت على قواصع، والجملة جواب القسم أو تعليل ل {كَلاَّ}، والقسم معترض للتأكيد.
{نَذِيراً لّلْبَشَرِ} تمييز أي {لإِحْدَى الكبر} إنذاراً أو حال عما دلت عليه الجملة أي كبرت منذرة، وقرئ بالرفع خبراً ثانياً أو خبراً لمحذوف.
{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} بدل من {لّلْبَشَرِ} أي نذيراً للمتمكنين من السبق إلى الخير والتخلف عنه، أو {لِمَن شَاء} خبر ل {أَن يَتَقَدَّمَ} فيكون في معنى قوله: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} مرهونة عند الله مصدر كالشكيمة أطلقت للمفعول كالرهن ولو كانت صفة لقيل رهين.
{إِلاَّ أصحاب اليمين} فإنهم فكوا رقابهم بما أحسنوا من أعمالهم، وقيل هم الملائكة أو الأطفال.
{فِي جنات} لا يكتنه وصفها وهي حال من {أصحاب اليمين}، أو ضميرهم في قوله: {يَتَسَاءلُونَ}.


{عَنِ المجرمين} أي يسأل بعضهم بعضاً أو يسألون غيرهم عن حالهم كقولك: تداعيناه أي دعوناه وقوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ} بجوابه حكاية لما جرى بين المسؤولين والمجرمين أجابوا بها.
{قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين} الصلاة الواجبة.
{وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المسكين} أي ما يجب إعطاؤه، وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع.
{وَكُنَّا نَخُوضُ} نشرع في الباطل. {مَعَ الخائضين} مع الشارعين فيه.
{وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدين} أخره لتعظيمه أي وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة.
{حتى أتانا اليقين} الموت ومقدماته.
{فَمَا تَنفَعُهُمْ شفاعة الشافعين} لو شفعوا لهم جميعاً.
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ} أي معرضين عن التذكرة يعني القرآن، أو ما يعمه و{مُعْرِضِينَ} حال.
{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ} شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة.
{فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} أي أسد فعولة من القسر وهو القهر.
{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امرئ مّنْهُمْ أَن يؤتى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً} قراطيس تنشر وتقرأ وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لن نتبعك حتى تأتي كلامنا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمداً.
{كَلاَّ} ردع لهم عن اقتراحهم الآيات. {بَل لاَّ يَخَافُونَ الآخرة} فلذلك أعرضوا عن التذكرة لا لامتناع إيتاء الصحف.
{كَلاَّ} ردع عن إعراضهم. {إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} وأي تذكرة.
{فَمَن شَاء ذَكَرَهُ} فمن شاء أن يذكره.
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} ذكرهم أو مشيئتهم كقوله: {وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} وهو تصريح بأن فعل العبد بمشيئة الله تعالى، وقرأ نافع {تَذَكَّرُونَ} بالتاء وقرئ بهما مشدداً. {هُوَ أَهْلُ التقوى} حقيق بأن يتقى عقابه. {وَأَهْلُ المغفرة} حقيق بأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد عليه الصلاة والسلام وكذب به بمكة شرفها الله تعالى».

1 | 2